يا خادم الحرمين الشريفين

نبايعك على كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام ملكاً للبلاد وقائداً للأمة الاسلامية حفظك الله يا مولانا وأطال عمرك ورفع قدرك

اللهم احفظ بلاد الحرمين

احفظ بلادنا بحفظك ، وأمنها بأمنك،وأبعد عنهـا الفتن ماظهر منها ومابطن ، اللهم من أراد مقدّساتنا وبلادنـا بسوء فأشغله بنفسه ، وردّ كيده في نحره ، وأجعـل تدبيره تدميره يارب العالمين ، اللهم أدم علينا الاستقرار والأمن والأمان يارب العالمين

فلم عن البدون البلوش

فلم نشأة وجود البلوش البدون في السعودية

قراءة تاريخ ظهور البلوش البدون في السعودية

قصة نشأة وجود البلوش البدون في السعودية

اللهم لك الحمد

اللهم صل على محمد

الأحد، 16 نوفمبر 2014

مصير.. "مبني للمجهول"! بلا "هوية" أنت إلى "الهاوية".

مصير.. "مبني للمجهول"!
بلا "هوية" أنت إلى "الهاوية".

في هذا العالم لن تكون "إنساناً"، إلا إذا حملت أوراقاً ثبوتية تنسبك لـ"وطن"..
في الخليج تعاني بعض الأسر من كلمة "بدون" وهو واقع حالهم المؤلم.. بكل ما تحمله كلمة "بدون" مع مضامين تصرح بـ"العدم" الواقعي.. وانعدام "المستقبل"..!
كان لدينا في السعودية أعداد كبيرة من "البدون" لكن الدولة أزاحت معاناة آلاف الأسر بالتجنيس، ولم يبق إلا أعداد أقل تعاني من "البدون"، وكانت لها ملفات لا تزال عالقة تنتظر الحل؛ لأن كل يوم يتأخر فيه الحل تزداد المعاناة، ويزداد فيه السواد في مستقبل طفل لم يعرف غير أرض هذا الوطن.
وليست السعودية وحدها التي تعاني من أزمة "البدون"، فحتى "الكويت" لديها أزمة لنحو 110 آلاف من البدون، وتصاعدت الأزمة بعدما أعلن مسؤول كويتي أن اتفاقية بين الكويت وجزر القمر ستمنح "البدون" حرية الحصول على جنسية جزر القمر، وبذلك يحصل على تسهيلات للإقامة في الكويت لمدة 5 سنوات، وربما يعد البعض هذا الإجراء زيادة في التعقيد..!
بعض المسؤولين يظنون أن مشكلة البدون تعود إلى كون من يدعي أنه "بدون"، يحمل ـ في الحقيقة ـ جنسية بلد آخر، واعتقد أن هذا التصور تنسفه عشرات السنين التي مضت على مشكلة البدون، فمن يدعي أنه "بدون" يدرك جيداً أن أي جنسية مهما كان بلدها، أهون على أولاده من البقاء في ظل "المجهول" تحت كلمة "بدون".. وتنسفها أيضاً مغامرة البعض في الحصول على أي جنسية بمقابل مادي، كما حدث سابقاً في الكويت، وكما سيحدث في قبول البعض بجنسية "جزر القمر" لكي يضمن شيئا لمستقبل أولاده قبل رحيله..!
خوفنا من "مزدوجي الجنسية" لا يبرر عدم حلنا لقضية "البدون"؛ لأن علم الدول بأن مواطنيها يحملون جنسيات أخرى، أهون بكثير من أن يعيش على أرضها أناس لا ينتمون لها، ولا تقبل هي أن ينتموا إليها.. ولو بشروطها مهما قست..!
(بين قوسين)
مؤلم أن يعاني من "البدون" مثل الشابة عزيزة سلطان العنزي التي جاءت من أب سعودي وأم كويتية.. لكنها لا تمتلك أي إثبات هوية وتعيش في الكويت عاجزةً عن الوصول إلى بلدها لمتابعة إجراءات منحها الهوية الوطنية تبعاً لوالدها وأشقائها.. كتبت عنها ووعدتني "الأحوال المدنية" بحل قضيتها قبل عام.. ولا تزال الفتاة في إعراب "مبني للمجهول"..!

فواز عزيز        2014-11-15 11:14 PM

الرابط

http://www.alwatan.com.sa/Articles/Detail.aspx?ArticleId=23870

الخميس، 13 نوفمبر 2014

ملف البدون أمام إدارة الجنسية والتجنس


ملف البدون أمام إدارة الجنسية والتجنس
19 محرم 1436 - 13 نوفمبر 2014

فيصل الحيدري - الرياض
في تطور جديد لملف أبناء القبائل النازحة الذين ينتظرون انتهاء معاملات التجنس، أكدت وكالة وزارة الداخلية للأحوال المدنية أنه تم نقل معاملات هذه الفئة إلى إدارة الجنسية والتجنس لتتولى دارسة معاملاتهم وفق الأنظمة واللوائح المعمول بها داخل المملكة.
وأوضح المتحدث الرسمي لوكالة وزارة الداخلية للأحوال المدنية محمد الجاسر لـ»مكة« أن ما أشيع في وقت سابق من قبل بعض المراجعين من أبناء القبائل النازحة «البدون» عن إحلال اللجنة المركزية بالوكالة يفتقد الدقة، إذ إن هذه اللجنة تعد إدارة داخلية في الوكالة.
وأشار إلى أن المعاملات التي كانت تتولى أعمالها اللجنة فيما يخص أبناء القبائل النازحة رأت الوكالة إحالتها لإدارة «الجنسية والتجنس، واصفا ملف أبناء القبائل النازحة بالحساس والسيادي، وأنه ما زال يخضع للدراسة وفق الأنظمة المعمولة في البلد، مستبعدا في ذات الوقت أن يخضع ملف هذه الفئة إلى تعديلات حالية بعد نقله إلى إدارة أخرى، وإنما سيتم العمل على هذه المعاملات من خلال النظام الحالي المعمول به.
يذكر أن جمعية حقوق الإنسان أكدت في وقت سابق من العام الماضي على لسان رئيسها الدكتور مفلح القحطاني أن أعداد هذه الفئة تتزايد في ظل تجمد قرار البت في أمرهم.

الرابط - http://www.makkahnewspaper.com/makkahNews/loacal/89025.html#.VGTUxhmm2BY

الأربعاء، 12 نوفمبر 2014

أيضا «البدون».. قضية أمن وطني

أيضا «البدون».. قضية أمن وطني


في مقال الأحد الماضي، قلنا إن الإشكالات التي تحدث في القطاعات الاقتصادية، بالذات في الشركات الرئيسية، أحيانا تأخذ بعد الأمن الوطني إذا دخل البعد الدولي فيها مما يجعل سمعتنا وأمننا الوطني أمام اختبار وتحد. الآن قضية الفئات السكانية التي تعيش بيننا بدون جنسية سواء من البدو الرحل أو غيرهم، أصبحت تأخذ بعدها الدولي، كيف؟.
المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، التابعة للأمم المتحدة، تبنت الأسبوع الماضي موضوعا إنسانيا قالت إنها سوف تتصدى له عبر حملة للقضاء عليه، وهو ظاهرة (الحرمان من الجنسية) التي توثر على ما يقارب 10 ملايين شخص.. ما تستهدفه الأمم المتحدة هو استئصال هذه الآفة التي «صنعها الإنسان»، والمفوض السامي لشؤون اللاجئين (انطونيو غوتيريس) يجزم أن «كل عشر دقائق يولد طفل بدون جنسية في مكان ما في العالم»، واصفا هذا الوضع بـ «خلل خطير غير مقبول في القرن الحادي والعشرين».
المفوّض السامي سوف يشاركه في هذه الحملة عشرون من مشاهير العالم نشروا رسالة مفتوحة أشارو فيها إلى أن «انعدام الجنسية يعني حياة بدون تعليم ولا عناية صحية أو عمل رسمي، حياة بدون حركة وبدون أمل ولا أفق للمستقبل»، وأضاف الموقعون أن «الحرمان من الجنسية لا إنساني»، مؤكدين اقتناعهم بأن «الوقت قد حان لوضع حد لهذا الظلم».
بين الموقعين على الرسالة المفتوحة نجوم سينما ورجال دين وفي رسالتهم المفتوحة يقدمون عريضة للمجتمع الدولي لجمع عشرة ملايين توقيع دعما لهذه الحملة في غضون عشر سنوات. وتشمل خطة عمل المفوضية عشرة إجراءات عملية لحل الأوضاع الحالية للمحرومين من الجنسية، كما تستهدف منع ظهور حالات جديدة، والتعرف عن قرب على المحرومين من الجنسية وحمايتهم.
كذلك في خطة عملها، سوف تدعو المفوضية الدول لاتخاذ الإجراءات الوقائية، أي ضمان عدم ولادة أي طفل بدون جنسية، مع تسجيل الولادات. كما تطالب الدول بإعطاء شهادات ولادة إلى البدون جنسية الذين يحق لهم الحصول على مثل هذه الوثائق. مع الأسف، الحرب الكارثية في العالم العربي تضيف إلى هذه المأساة الإنسانية، وحاليا يعتبر %70 من المولودين الجدد السوريين المسجلين في مخيمات اللاجئين بدون جنسية، بحسب المفوض السامي السيد غوتيريس.
نحن في المملكة لدينا (مشكلة البدون)، وحتى الآن لم يُتخذ فيها إجراء حاسم يغلق هذا الملف الذي تتراكم تبعاته الانسانية والاجتماعية والأمنية منذ سنوات عديدة . هذا الملف نتمنى أن يأخذ حقه من الاهتمام الحكومي حتى لا يُستغل ضد المملكة في المحافل الدولية، فالأمم المتحدة لديها خطة عمل تحشد لها نجوم الفن والسياسة والدين، ومنظمات المجتمع المدني في أوروبا وأمريكا، المحسوبة على إسرائيل وإيران، سوف تجد الموضوع الساخن الذي تستثمره لتشويه صورتنا.
مما هو مطروح ومعروف.. ثمة جوانب شائكة في ملف البدون في المملكة، والملف يزداد تعقيدا مع مرور الوقت، حيث عملت اللجان لأكثر من ثلاثة عقود حتى الآن دون جدوى، بل حتى من تم منحهم الجنسية يقولون إن اللجان وضعت عراقيل، وبسببها يواجهون بعض التحديات. وقد تكون هناك اعتبارات فنية موضوعية صحيحة، ولكن الذي نعرفه أننا في دولة من ثوابتها التي وضعها المؤسس الكبير الملك عبدالعزيز رحمه الله، الرحمة والعطف على الضعيف.
كما أن لكل مشكلة حلا إذا قرر الفريق الذي يتصدى لها أن يبحث في (طريق ثالث) في التصور وفي طريقة التفكير. ترك الموضوع معلق سوف يوسع دائرة الحرمان والمأساة لمن يعانون من غياب الجنسية، وسوف يضيف عبئا جديدا على أمننا الاجتماعي والوطني، إذا أخذ الملف المسار الدولي.
أن نتخذ قرارا ونخطئ.. خير من تعليق الأمور والخوف من اتخاذ القرار، المهم أن تكون هناك إرادة دولة، يقوم عليها رجال دولة، وليس تصورات لجنة أو فريق عمل ينظر للأمور من زاوية ضيقة. ومن أعطاهم الله سعة الحكمة وعمق البصيرة يقولون لنا إن القضايا الوطنية لا تعالجها لجان، فهذه قد تكون محدودة الإمكانات والصلاحيات، والأخطر أن تكون تصوراتها مقيدة بالمحاذير المتعددة حين النظر في القضايا الوطنية الشاملة! المحاذير عدوة الحلول المبدعة.
 

الأربعاء، 22 أكتوبر 2014

بعد توقف 10 سنوات.. حل "لجنة التجنيس" رسميا

بعد توقف 10 سنوات.. حل "لجنة التجنيس" رسميا
مقر اللجنة المركزية للتجنيس في الرياض  (الوطن)
مقر اللجنة المركزية للتجنيس في الرياض (الوطن)

الرياض: سليمان العنزي 2014-10-21 10:45 PM     
تكشفت لـ"الوطن" معلومات تفيد بـ"حل" اللجنة المركزية المشكلة للنظر في ملفات التجنيس الخاصة بأبناء القبائل النازحة بشكل رسمي؛ وإحالة الملفات كافة إلى وكالة الأحوال المدنية التابعة لوزارة الداخلية، وإعادة موظفيها إلى مواقعهم السابقة التي كانوا يعملون فيها قبل انتدابهم إليها.
ووفقا لجولة قامت بها "الصحيفة" في مقر اللجنة شمال العاصمة الرياض، اتضح خلو مقرها من الموظفين، وكان دوام يوم الخميس الماضي هو آخر يوم عمل لهم، وذلك بعد أن ظلت تقوم فقط بمهمة تسهيلات حصول أبناء القبائل على بعض الأوراق الثبوتية وتسجيل المواليد بعد توقف صلاحيتها بالتجنيس منذ 10 سنوات.
وأكد عدد من أبناء القبائل المتضررين لـ"الوطن"، أن أعمال اللجنة المركزية تم إيقافها، وأن مدير اللجنة المركزية أبلغهم خلال مراجعتهم لها، بأنه تقرر إقفالها.
يشار إلى أن تقارير حقوقية قد كشفت مؤخرا عن تقدم أكثر من 2500 أسرة إلى اللجنة المركزية التابعة للأحوال المدنية، لتعديل اسم جد أو اسم الشخص أو اسم فخذ القبيلة، وما زال مصيرهم معلقاً منذ وقف أعمال اللجنة.

مع اقتراب نهاية العام وترقب دخول العام الهجري الجديد، يتداول في أوساط أبناء القبائل المتضررين من عدم إنهاء معاملاتهم للحصول على الجنسية السعودية، معلومات تفيد بإيقاف عمل اللجنة المركزية التابعة لوزارة الداخلية.
ووفقا لجولة قامت بها "الوطن" في مقر اللجنة شمال العاصمة الرياض، اتضح أنه تم وقف أعمال اللجنة المختصة بتجنيس القبائل النازحة بشكل نهائي، وإحالة الملفات المعلقة منذ ما يقارب الـ10 سنوات إلى وكالة الأحوال المدنية. وكشفت تقارير حقوقية مؤخرا عن تقدم أكثر من 2500 أسرة إلى اللجنة المركزية التابعة للأحوال المدنية، لتعديل اسم جد أو اسم الشخص أو اسم فخذ القبيلة، ومازال مصيرهم معلقا منذ وقف أعمال اللجنة.
وأكد عدد من أبناء القبائل المتضررين لـ"الوطن"، أن أعمال اللجنة المركزية تم إيقافها، وأن مدير اللجنة المركزية أبلغهم خلال مراجعتهم اللجنة، بأنه تقرر إقفالها، وإحالة جميع الملفات التي كانت تعمل عليها إلى وكيل وزارة الداخلية للأحوال المدنية.
"الوطن" زارت اللجنة المركزية الخاصة بالقبائل النازحة، في مقرها الواقع مقابل الجهة الجنوبية لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، ورصدت خلو مكاتب اللجنة من الموظفين. وعلمت الصحيفة من مصادرها الخاصة، أن عددا كبيرا من موظفي اللجنة تم إعادتهم إلى مواقعهم السابقة التي كانوا يعملون فيها قبل انتدابهم للعمل في اللجنة المركزية.
وتأتي هذه الأنباء وسط ترقب كبير من قبل أبناء القبائل النازحة لبداية العام الجديد، حيث يأملون بصدور قرارات جديدة لإعادة أعمال اللجنة، لا سيما وأنهم استبشروا خيرا عقب تصريحات وزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله لـ"الوطن"، والتي أكد خلالها اهتمام وحرص خادم الحرمين الشريفين الشخصي على ضرورة إنهاء ملف "البدون".



الثلاثاء، 19 أغسطس 2014

قضية المهمشين و«البدون» في دول الخليج


«السرد الخليجي» ينفتح على قضايا المهمشين

الإثنين، ١٩ مايو/ أيار ٢٠١٤ (٠٠:٠٠ - بتوقيت غرينتش)
آخر تحديث: السبت، ٢٤ مايو/ أيار ٢٠١٤ (٠٣:٤٧ - بتوقيت غرينتش)الكويت - «الحياة» 
لم يناقش ملتقى السرد الخليجي الثاني، الذي اختتمت فاعلياته قبل أيام في الكويت، ونظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون الكويتي بالتعاون مع أمانة مجلس التعاون الخليجي، مواضيع مهمة، ويقدم أبحاثاً نقدية جادة فحسب، إنما أيضا انفتح على القضايا المسكوت عنها، مثل قضية المهمشين و«البدون» في دول الخليج، هذه القضايا التي حظيت باهتمام المشاركين، وأثارت تساؤلات كثيرة ومداخلات عدة.
بدا المشهد السردي متنوعاً وحيوياً ويعد بلحظات جديدة على مقدار من التفرد، بخاصة على الصعيد النقدي، إذ برز في الملتقى عدد من الناقدات والأكاديميات من عُمان والإمارات والبحرين والسعودية، إضافة إلى أسماء يصعب تخطيها لكتّاب وكاتبات، نمت الشهادات الإبداعية التي قدّموها، عن حس أدبي ونقدي واعٍ، وعن التزام ومسؤولية كبيرين تجاه الكتابة الأدبية.
نجح الملتقى الذي أقرّته الاستراتيجية الثقافية الخليجية، واستمر ثلاثة أيام، في لم شمل أدباء ومثقفين من دول الخليج كافة، وكأنما الملتقى يعمل بعيداً من الألعاب السياسية الخطرة، وما يمكن أن تلقي به من ظلال على هذا المشهد أو ذاك. فحول المنصة اجتمع القطري بالسعودي، والإماراتي بالعماني، والبحريني بالكويتي وهكذا، أما بهو فندق ريجنسي، حيث يقيم الضيوف، فتحول ساحة حرة للرأي والرأي الآخر، سواء تعلق الأمر بمناقشة قضايا الثقافة والأدب، أم الأوضاع الأخرى في هذه البلدان. لم يبدُ أدباء الخليج بعيدين، في همومهم ومواضيعهم، عن الأديب العربي في أي بلد، ما يؤكد أن أسئلة الكتابة ومشاغل الكتّاب هي نفسها في الوطن العربي. وأظهر الملتقى تفاعل كتّاب الخليج، حتى الشباب منهم، مع قضايا الراهن العربي، وانشغالهم الكبير بتطوير أدواتهم وحرصهم على صوغ رؤية أدبية متطورة، بالنسبة للكثير من القضايا. طيف واسع من الأدباء والأديبات عبر عن رغبة حقيقية في مواجهة الكتابة، بما تتطلبه من مثابرة وجهد وتعب أيضاً. هؤلاء هم هدى النعيمي وأحمد عبد الملك ونورة فرج (قطر). جعفر حسن وفهد حسين وأيمن جعفر(البحرين). جبير المليحان وهدى الدغفق وهالة القحطاني وصالح الغامدي ومعجب العدواني (السعودية). طالب الرفاعي وسعدية مفرح وبثينة العيسى ومرسل العجمي وعلي العنزي وعبد الوهاب الحمادي (الكويت). محمد الرحبي وعائشة البرمكي وبدرية الشحي ومنى السليمة وبشرى خلفان (عمان). مريم جمعة فرج وريم الكمالي ومريم السويدي (الإمارات).
لامست أوراق الملتقى مواضيع وقضايا، لكن موضوع المهمشين، الذي تحدثت عنه الشاعرة والكاتبة سعدية مفرح في ورقتها، لقي ترحيباً وأثار سجالاً بين الحضور، فهي تناولت رواية إسماعيل فهد إسماعيل عن «البدون»، وتوقفت عندما أسمته التهميش المكعب، فالرواية حول مهمشين، وكاتبها، بحسب سعدية مفرح، مهمّش، وصاحبة الورقة هي نفسها مهمشة. إضافة إلى الأوراق الأخرى، وبخاصة التي تناولت الأصوات الروائية الجديدة في السعودية والكويت.
وأوضح الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة، في حفلة افتتاح الملتقى، إن الملتقى أحد الأنشطة الثقافية المشتركة، يمثل تعبيراً صادقاً وعملياً على طريق تنفيذ الاستراتيجية الخليجية الثقافية التي أقرّها القادة الخليجيون في قمتهم الـ29. وأضاف أن فن السرد يكتسب بأشكاله كافة أهمية خاصة في الزمن الثقافي المعاصر، موضحاً أن السرد يعتبر «شاهداً على أحداث صوّرها مبدعوها أدق تصوير لما مرّت وتمرّ به المنطقة الخليجية من مراحل دقيقة في تاريخها، ما يضع على عاتق المثقفين والمبدعين مسؤولية كبرى، ليظل المشهد الثقافي الخليجي حاضراً في الهدف ووحدة المصير المشترك». ولفت المستشار في الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي عبدالله أبومعطي إلى أن الملتقى «يعتبر تقديراً لمكانة السرد في الوطن العربي، وإعلاء لما تضمنه التراث السردي من قيم أخلاقية وجمالية في الثقافة العربية، وتأكيداً على الدور الإبداعي للحركة الأدبية، وتعزيزاً للتواصل الثقافي بين أبناء دول المجلس». ناقش الملتقى مواضيع عدة، منها رواية الحنين، ورواية السيرة الذاتية، والرواية التاريخية، ورواية الواقع الراهن، والأصوات الروائية الجديدة في الخليج. ولئن غاب عن الملتقى الروائيان الكبيران الكويتي إسماعيل فهد إسماعيل والبحريني أمين صالح على المستوى الشخصي، فإنهما حضرا بقوة في أوراق النقاد، إذ انفردا باهتمام الباحثين، واستحوذا على المواضيع الرئيسة، الأمر الذي يدل على أن رواياتهم تلبي حاجات النقاد واتجاهات المناهج النقدية، على اختلافها وتنوع هوياتها.
وإذا كانت المرأة المبدعة غابت، بوصفها موضوعاً للتناول النقدي في الملتقى، إلا أنها حضرت ناقدة وباحثة وكاتبة شهادة. طغت الأوراق النقدية والشهادات على ما سواهما، ما جعل البعض يطالب بحضور للكتابة نفسها، من خلال كتاب وكتابات يقرأون نصوصهم الجديدة. من جهة أخرى كانت الرواية متن الملتقى وهامشه، فيما لم يكن هناك أي حضور للقصة القصيرة أو المسرح أو أنواع السرد الأخرى، وكأنما الملتقى جاء ليكرّس الاهتمام المضطرد للرواية في العواصم الخليجية.
 
 
 





الرابط

2847 قضية «بدون» مرفوعة لـ«حقوق الإنسان» في 10 أعوام

2847 قضية «بدون» مرفوعة لـ«حقوق الإنسان» في 10 أعوام

النسخة: الورقية - سعوديالأحد، ١٧ أغسطس/ آب ٢٠١٤ (٠٠:٠٠ - بتوقيت غرينتش)
آخر تحديث: الأحد، ١٧ أغسطس/ آب ٢٠١٤ (٠٠:٠٠ - بتوقيت غرينتش)الرياض - حياة الغامدي 
في حين تغيب الإحصاءات الرسمية الدقيقة عن عدد المواطنين «البدون» في السعودية، بلغ عدد قضاياهم المرفوعة إلى جمعية حقوق الإنسان 2847 قضية طوال الـ10 أعوام الماضية. وفيما قسمت الجمعية البدون إلى خمس فئات، تصدرت قضية المطالبة بالأوراق الثبوتية، ملف القضايا الأعلى عدداً في الجمعية.
وبحسب مصدر مطلع في الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان تحدث لـ«الحياة»، فإن السلطات السعودية لم تتمكن من حصر أعداد البدون الموجودين على أراضيها، واصفاً ملف البدون بـ«المعقد وأحد الملفات المهمة».
وأكد المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن وزارة الداخلية لا تملك إحصاءات لأعداد البدون في السعودية، إذ لم يتم حصرهم إلا من خلال القضايا التي تصل إلى جمعية حقوق الإنسان، والتي لم تتجاوز في مجملها 2847 قضية منذ 2004.
وأوضح أن قضية المطالبة بالأوراق الثبوتية تصدرت قضايا البدون التي تلقتها الجمعية وبلغ عددها 1356 قضية على مدار الأعوام الـ10 الماضية، يليها طلب الجنسية بـ1207 قضايا، وأخيراً قضية استرداد الجنسية بـ284 قضية. وأشار إلى أن البدون يصنفون إلى خمس فئات وقال: «هناك أفراد سحبت منهم هوياتهم نتيجة بلاغات تفيد بعدم نظامية حصولهم على الهوية الوطنية الرسمية، على رغم أنهم غالباً يملكون أوراقاً تثبت أنهم سعوديو الأصل والمولد والمنشأ في ظل شهادة شيوخ قبائلهم بأنهم من أصول سعودية».
لافتاً إلى أن الفئة الثانية التي رصدتها الجمعية «تتمثل في أشخاص سحبت هوياتهم ولم ترد لهم عند تقدمهم إلى اللجنة المركزية لحفائظ النفوس لتصحيح بيانات هوياتهم، لأسباب قيل إنها تعود لعدم ثبوت انتمائهم القبلي السعودي، لاسيما أنهم يملكون وثائق تفيد بانتمائهم إلى إحدى قبائل السعودية».
أما الفئة الثالثة بحسب المصدر فهم «الحلفاء الذين صدرت لهم بطاقة الخمسة أعوام ولم يمنحوا الجنسية على رغم وجود القرار الملكي الصادر 2001، والقاضي بمنح الجنسية السعودية لكل من يحمل بطاقة الخمسة أعوام وأسرته وهو ينتمي إلى إحدى القبائل السعودية». إضافة إلى الفئة الرابعة التي قدمت للسعودية للحج أو العمرة «ومكثوا بطرق غير نظامية ويحملون الجنسية الأم لبلادهم ولكنهم يخفونها للحيلولة دون ترحيلهم إلى بلدانهم وهذه الفئة في ازدياد».
وقال إن الجمعية رصدت فئة خامسة متمثلة في من صدرت لهم موافقة للحصول على بطاقات الهوية الوطنية وينتظرون انتهاء الإجراءات من ناحية إدارية ولم تنتهِ بعد، ونتج منها وجود عدد كبير من الأشخاص الذين لا يملكون هوية وطنية أو إثباتات شخصية أو أوراق ثبوتية الأمر الذي تسبب في سلبهم للعديد من الحقوق.
 
حرمان من التعليم والعلاج والتنقل
اعترفت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان أن البدون يعانون من حرمان حقوق أساسية جراء عدم تملكهم أوراقاً ثبوتية، ومنها حق التنقل والتعليم والعلاج. وأكد المصدر أن البدون لا يمكنهم التنقل خارج البلاد لعدم إصدار جواز سفر لهم، كما يتعرضون للاحتجاز في مراكز الترحيل لمدة طويلة، قبل أن يطلق سراحهم، أو يوضعون على الحدود، ثم يعودون، لعدم وجود دولة تستقبلهم، فضلاً عن أنهم يواجهون صعوبات في إثبات وفاتهم، أو الموافقة على دفن موتاهم بشكل رسمي، وتوثيق زيجاتهم وطلاقهم، لعدم حملهم أوراقاً ثبوتية. وذكر المصدر أن من الحقوق الأساسية المحروم منها البدون حق التعليم وتلقي الرعاية الصحية وحق العمل، إذ بلغت قضايا الأحوال المدنية التي تلقتها الجمعية مؤخراً 10 في المئة.
وعاد ملف البدون إلى الواجهة أخيراً، حين أصدرت الجوازات أخيراً بطاقات خاصة للقبائل النازحة (البدون) تسهل إجراءاتهم بصفة رسمية، تشبه الإقامات المخصصة للوافدين، إلا أن لها مزايا تجعل صاحبها يعامل مثل السعوديين، قبل أن يصرح وزير الحرس الوطني أن ملف البدون من الملفات التي تدرسها الآن جهات حكومية عدة بينها وزارة الداخلية.


الرابط

«البدون» وجامعة الدول العربية!

منصور الضبعان
كلمة رأس

منصور الضبعان

٢٠١٤/٤/٢٤

«البدون» وجامعة الدول العربية!

- بحثت عن خطة أو جدولة أو أي مشروع يمكنه حفظ حقوق «البدون» لإدخالهم إلى الحياة.. فلم أجد مع الأسف!
- دول المشرق العربي تعج بهذه الفئة من «البشر»!
- دول الخليج تعاني! وجامعة الدول العربية لا تهتم!، والأمر لا يستحق أن نجعل منه «أزمة»!
- وزارات الداخلية تدعي أنها تقدم شروطا سهلة للحصول على الجنسية ، و«البدون» يرون أنهم في حالة استحقاق!، ولكن الأزمة مستمرة!
- الأمر جد خطير!، لم لا ننهي هذه المسألة درءًا للمفسدة؟! واحتراما لحقوق إنسان قدره أن يكون «عربياً»!
- في الأمر خفايا لا يعلمها أمثالي.. ولكن أمثالي يطلبون اجتماعا استثنائيا لوزراء الداخلية العرب يخصص لهذه الفئة لنزع فتيل الأزمة!
- سألني: برأيك ما الحل الناجع لمشكلة البدون؟ قلت: يجنسونهم!
منصور الضبعان
 بكالوريوس الشريعة وأصول الدين من جامعة الإمام ، يعتبر الكتابة رئة ثالثة ، ويطمح ان تكون هذه الزاوية لسان المواطن… المزيد
نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٨٧٢) صفحة (٥) بتاريخ (٢٤-٠٤-٢٠١٤)
 

العمل والزواج والسفر.. ثلاثية تحاصر "البدون"



العمل والزواج والسفر.. ثلاثية تحاصر "البدون"

طفلان من "البدون" يلهوان قرب مسكنهما في منطقة العشيش بمحافظة حفر الباطن (تصوير: سليمان العنزي)
طفلان من "البدون" يلهوان قرب مسكنهما في منطقة العشيش بمحافظة حفر الباطن (تصوير: سليمان العنزي)
طفلان من "البدون" يلهوان قرب مسكنهما في منطقة العشيش بمحافظة حفر الباطن (تصوير: سليمان العنزي)
مدرسة أنشئت على نحو متواضع لتلقي أطفال "البدون" تعليمهم بمحافظة حفر الباطن (تصوير: سليمان العنزي)
طفلتان تلهوان بمعدات تركها مقاول بمنطقة العشيش
منظر عام للمكان الذي يتركز فيه البدون بمحافظة حفر الباطن


حفر الباطن: نايف العصيمي، سليمان العنزي 2014-06-14 11:13 PM     
على الرغم من الجهود التي تبذلها الجهات المختصة في المملكة لمعالجة ملف القبائل العائدة أو من يسمون بـ"البدون"، إلا أن معاناة تلك الفئة لا تزال تتفاقم يوما بعد يوم، في ظل بطء وتيرة معالجة مشكلاتهم وتكدس معاملاتهم، فيما تبقى مسائل العمل والزواج والسفر أهم ثلاثة ملفات مؤرقة لهم.
"الوطن" وعلى مدار ثلاث حلقات، اعتبارا من اليوم، أبحرت في نقل معاناة تلك الفئة، عبر زيارات قامت بها لحفر الباطن ورفحاء وعرعر، لتوثيق تفاصيل حياتهم اليومية.

بين أحلامهم الطامحة لتصحيح أوضاعهم، وآلامهم الناجمة عن عقود من حالة عدم الاستقرار النفسي والاجتماعي، ترزح القبائل العائدة أو من يسمون بـ"بدون السعودية" تحت وطأة الظروف المعيشية الصعبة، إذ إنه ليس بخافٍ عن المراقبين ما تعيشه تلك الأسر التي تستوطن بوادي المنطقتين الشرقية والشمالية من المملكة، من حال يحتاج إلى تدخل، وسط آمال معلقة باللجان الحكومية المنعقدة والمخصصة للنظر في أوضاعهم بتسريع وتيرة معاملات حصولهم على الجنسية، لكونها أحد أهم دوافع الاستقرار المعيشي والانخراط المجتمعي الذي طالما حلموا به.
ومن المعلوم أن الجهات المختصة في المملكة، تعمل جاهدة لتصحيح أوضاع هؤلاء، بما يكفل منحهم الحقوق الأساسية منها العمل والزواج والسفر، ولكن تلك الجهود تسير وفق وتيرة بطيئة، ما فاقم من مشكلة ومعاناة أسر "البدون"، طبقا لتقرير الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان.
ويمكن لأي زائر حط رحاله في حفر الباطن على سبيل المثال، وتوجه بمركبته نحو ما يسمى بـ"العشيش" التي تبعد عن المناطق الحضرية بمسافة مرمى حجر أن يلحظ الحالة التي تعيشها أسر "البدون".. المنازل الفاخرة هناك أسوارها من الزنك، والمتواضعة منها يزين سورها قطع متلاصقة من أكياس الشعير المستخدمة في تغطية تشققات الخيام المتهالكة.
رحلة القبائل العائدة بدأت منذ عشرات العقود، حينما سعوا في وقت من الأوقات للبحث عن مصادر للرزق لهم ولمواشيهم، وهو ما استدعى منهم تجاوز حدود المملكة إلى دول الجوار، قبل أن يأتي الوقت الذي يقررون فيه شد الرحال والعودة إلى وطنهم الأم.
خلف أسوار المنازل المتواضعة لأسر البدون التي تقطن حفر الباطن شمال شرق المملكة، قصص لم ترو بعد. وسعت "الوطن" من منطلقات مهنية وإنسانية أن تصل إلى قلب المعاناة، للاستماع تارة والتدوين تارة أخرى، والتقاط الصورة التي قد تعبر عن 1000 كلمة.
في المنطقة المعروفة بـ"العشيش" منازل مترامية داخل كل واحد منها قصة بدأت قبل بضعة عقود، توارثها الأبناء عن الآباء والأحفاد عن الأجداد، وحملوا على عاتقهم هم أسر لا يحملون هوية وطنية.
مآساة "البدون"، تتمثل بكونها مشكلة مركبة، وتتفاقم وتزداد تعقيدا مع تعاقب الأجيال. معاناة بدر وعد الشمري على سبيل المثال، بدأت مذ أن كان طفلا، والآن هو أب لطفل لا يحمل أوراقا ثبوتية أيضا. يقول بدر عن قصته "أنا ابن هذه الأرض، فيها ولدت وفي ثراها سأدفن".. قالها وهو يقلب أوراق المراجعات التي غصت بها حياته، ناشدا الحصول على الهوية الوطنية في معاملة عمرها 25 عاما وورثها عن والده العاجز الذي لديه من الأشقاء 8 جميعهم يحملون الجنسية إلا هو.
العمل أهم المشكلات
مشكلة العمل، تكاد تكون من أهم المشكلات التي تعترض فئة البدون في المملكة، فعبرها يتم استغلال حاجة هؤلاء للمال من أجل استخدامهم في وظائف تتطلب مجهودا أكبر بمردود أقل، وقد لا تتناسب مع مؤهلاتهم أو لا تفي بمتطلبات الحياة الكريمة. وعن ذلك يقول بدر "الرواتب التي نتقاضها زهيدة.. راتبي على سبيل المثال لا يتجاوز الـ2000 ريال شهريا في شركة خاصة".
ويحكي بدر وعد التفاصيل وخصوصا في مسألة الحصول على الرعاية الطبية، قائلا "حياتنا اليومية تكسوها الصعوبات أقل شيء ممكن أن يذكر صعوبة توفر المستشفيات، وإذا احتجنا العلاج لا نستطيع دخول المستشفى إلا بالحيلة، الحالة جداً صعبة من جوانب عدة، وانعكس ذلك على تنقلاتنا بين حفر الباطن ومدن المملكة الأخرى وأداؤنا للعمرة والحج".
وأوضح وعد، أنه متزوج ولديه 3 بنات أكبرهن تبلغ من العمر 4 سنوات، مبيناً أن والده كان قد تقدم بطلب الهوية الوطنية، إلا أن المعاملة متعطلة منذ قرابة الـ25 سنة، لافتاً إلى أن أشقاء والده البالغ عددهم 8 جميعهم يحملون الهوية الوطنية، ولم يتبقى إلا والده.
تعليم محدود
وحول تعليم عائلته ذكر وعد الشمري، أن الدخول إلى المدرسة، لا يكون إلا عن طريق الإمارة، مشيراً إلى أن التعليم المتاح لهم يكون حتى الانتهاء من المرحلة الثانوية فقط، موضحاً أن له من الأشقاء 5 رجال و5 نساء، جميعهم يعانون من عدم امتلاكهم الهوية الوطنية حتى الآن.
وعن تفاصل زواجه، أكد أنه تزوج زواجا عربيا، دون أوراق تثبت ذلك، جازماً أن حل مشكلتهم سهل للغاية وأن تعطل المعاملات منذ عقود عدة أمر غير مبرر، وخسرت الأسر جراء هذا التأخير شبابها دون الاستفادة من سنوات مضت، متمنياً أن يرى أطفاله خير مساهمين في تنمية الوطن خلال السنوات المقبلة، وهم يحملون هويتهم الوطنية السعودية.
سعود أحمد الزوبعي، والبالغ من العمر 40 عاما، هو أحد الذين ورثوا هذا الملف من آبائهم، والده بات كهلا، وابنه وصل عمر الرجولة، ولا يزال طلبهم الخاص بالحصول على الجنسية معلقا، عدا من إقامات يتم تجديدها سنويا ولا تخول بالحصول على الامتيازات التي تفرضها الجنسية على حاملها.
يحكي الزوبعي تفاصيل القصة قائلا "والدي تقدم بطلب سعودة في عام 1399 للهجرة ولم يتم البت فيها حتى جاء العام 1432 إذ تم منحنا ذلك الحين إقامة على كفالة شيخ القبيلة، علما أن عدد أفراد الأسرة مع الوالدين 8 أشخاص"، ويشير إلى أن من المفارقات أن والدته لا تحمل الجنسية مع أن شقيقها يحملها.
وعن تفاصيل حياته، يقول الزوبعي "في عام 1400 للهجرة درست الابتدائية لمدة 3 أشهر فقط، وتم طردي من المدرسة، بسبب عدم حملي للهوية الوطنية، وفي عام 1406 سمح لنا بالدراسة عن طريق أمير المنطقة، ودرست الصف الأول وأنا في الـ11 من عمري، زملائي الذين قضيت معهم الأشهر الـ3 الأولى قبل إقصائي من المدرسة هم الآن ضباط وأطباء ومهندسون".
ولم يكن هزاع محمد الشمري بعيداً في حاله عن سعود الزوبعي، فهو يحمل إقامة بذات المواصفات. وكان والده قد تقدم بطلب الهوية الوطنية قبل 30 عاماً، إلى أن انتهت مطالبهم بـ"الإقامات".
والد هزاع الشمري الآن في ذمة الله. وعلى الرغم من أن والدته تحمل الجنسية السعودية، إلا أن الأجهزة المعنية ترفض إضافته على اسم والدته لتعديه سن الثامنة عشرة، ويتم معاملته الآن على أساس كونه مقيم وبمهنة "راعي"، وهو ما دعاه للمطالبة بمعاملته معاملة أبناء السعوديات وفق النظام الموجود، عقب أن فشلت كافة الجهود التي بذلوها للحصول على الهوية الوطنية.
مات ومعاملته "عالقة"
وأشار هزاع الشمري، إلى أن والده كان قد تقدم بطلب "سعودة"، لدى الجهات المختصة، منذ عام 1405، مبيناً أن والده توفى والمعاملة لا تزال عالقة، موضحاً أنه وبعد وفاة والده قيل له أنه سيحصل على إقامة، هو وأشقاؤه الـ10، وقبلوها دون أن يعاملوا معاملة أبناء السعوديات.
بدر الحلو العنزي، هو أحد الذين غادر آباؤهم إلى الكويت قبل 4 عقود. وقبل أن يبدأ حديثه لـ"الوطن"، قال "اسمحوا لي قبل كل شيء أن أجدد وعبر منبر صحيفتكم البيعة لوالد الجميع خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو ولي ولي العهد"، ليدخل بعدها في سرد تفاصيل الرحلة التي قادت والده للرحيل عن المملكة. وقال "الحاجة جعلت والدي يذهب إلى الكويت قبل أكثر من 40 عاما، والتحق حينها في السلك العسكري هناك، ومنذ ذلك الحين وهو يعمل هناك ولا يحمل أي جنسية، عدا بطاقة القبائل النازحة التي انتهت فترة صلاحيتها ولم يتمكن من تجديدها، علماً بأن أعمامي سعوديون، وجدي وجدتي وأخوالي سعوديون، لكن وجود والدي في الكويت للعمل والبحث عن لقمة عيشنا تسببت في تأخر حصولنا على الجنسية السعودية أسوة بجميع أقاربنا".
بطاقة نازحين
وأضاف الحلو "عدت من الكويت في سن الـ17 مع بقية إخوتي ومنذ ذلك الوقت، ونحن نحمل بطاقة القبائل النازحة التي انتهت فترة صلاحيتها وواجهت بسبب ذلك صعوبات ومتاعب كبيرة جداً".
وتابع معاناته بالقول "أنهيت دراستي الثانوية وحاولت إكمال المرحلة الجامعية، إلا أن رغبتي قابلها رفض جميع الجامعات، مما اضطرني لإكمال دراستي على حسابي الخاص والتحقت بإحدى المعاهد الخاصة لدراسة الصيدلة وعانيت الأمرين في سبيل ذلك وكنت أعمل سائق أجرة في الفترة الصباحية وأدرس الصيدلة مساءً حتى تمكنت من إنهاء دراستي بتقدير جيد جداً".
وأكمل بالقول "كنت أعتقد أن معاناتي ستنتهي بعد التخرج إلا أن ما حدث هو العكس، وبدأت رحلة معاناة جديدة في البحث عن عمل وكانت جميع الأبواب تقفل في وجه مطالبي، لأني لا أحمل الجنسية السعودية وبطاقتي منتهية الصلاحية، وعندما وجدت عملا في شركة خاصة عملت فيها 6 أشهر وتم فصلي من العمل بعد ذلك بحجة أن مكتب العمل يضغط على الشركة لتطبيق السعودة، ولأن هويتي منتهية الصلاحية ولا ينطبق علي النظام". وحول وضعه الأسري قال العنزي "أنا متزوج ولدي أطفال ولم أستطع توثيق زواجي، حتى أتمكن من إخراج شهادة الميلاد لأطفالي، وليس لدي عمل أو حق بالعلاج، وكل ما أتمناه هو توفير حياة كريمة لأبنائي".
 

الخميس، 14 أغسطس 2014

التجنيد الإلزامي غير وارد حالياً وملف «البدون» قيد الدرس

وزير الحرس الوطني: التجنيد الإلزامي غير وارد حالياً.. وفكرة لتطويرالأفواج عسكرياً

ملف البدون يدرس من مختلف الجهات ذات العلاقة



واس - رفحاء
الخميس 14/08/2014
وزير الحرس الوطني: التجنيد الإلزامي غير وارد حالياً.. وفكرة لتطويرالأفواج عسكرياً
أوضح صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني أن هناك فكرة لتطوير الأفواج في الحرس الوطني عسكرياً .
جاء ذلك خلال رد سموه على أسئلة الصحفيين إثر جولته التفقدية يوم أمس لوحدات الحرس الوطني في محافظة رفحاء، حيث قال سموه في رد على سؤال عن إمكانية تطبيق التجنيد الإلزامي: إن هذا غير وارد حالياً ، لأننا - ولله الحمد - نجد الإقبال الكبير من جميع المواطنين للالتحاق بالقطاع العسكري ، سواء من الكليات أو المعاهد أو مراكز التدريب ، وهي بأعداد كافية وتفوق الاحتياج الفعلي والتشكيلات لجميع القطاعات العسكرية .
وأكد سمو وزير الحرس الوطني خلال إجابته على سؤالٍ بشأن ملف البدون أن كل ما يشغل المواطن هو في وجدان خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله، وملف البدون من الملفات التي تُدرس، ويتم التعاطي معه من مختلف الجهات ذات العلاقة وفي مقدمتها وزارة الداخلية.

الرابط

الثلاثاء، 12 أغسطس 2014

الرياض تصدر بطاقات خاصة لـ "البدون" لمعاملتهم كـ "سعوديين"

الرياض تصدر بطاقات خاصة لـ "البدون" لمعاملتهم كـ "سعوديين"

الثلاثاء، 12 أغسطس 2014
الرياض تصدر بطاقات خاصة لـ "البدون" لمعاملتهم كـ "سعوديين"
 

الاثنين، 11 أغسطس 2014

بطاقات خاصة لـ”البدون” تتيح معاملتهم كمواطنين

بطاقات خاصة لـ”البدون” تتيح معاملتهم كمواطنين

2573
1
بطاقات خاصة لـ”البدون” تتيح معاملتهم كمواطنين

تواصل – الرياض:
أصدرت المديرية العامة للجوازات بطاقات خاصة للقبائل النازحة (البدون) في أطراف مناطق المملكة تسهِّل إجراءاتهم بصفة رسمية، وهي تشبه الإقامات المخصصة للوافدين، إلا أن لها مزايا تجعل صاحبها يعامل معاملة المواطنين.
وصرح المدير العام للجوازات اللواء سليمان اليحيى بأن البطاقات الخاصة لبعض أفراد القبائل النازحة تسهِّل إجراءاتهم، وتعاملهم معاملة المواطنين.
وأضاف: “هم يعرفون ما يتاح لهم في النظام مع الوقت، وهي شبيهة بالإقامة التي تساعد صاحبها في تسهيل إجراءاته” وفقا لـ”الحياة”.
وأشار إلى أنه يجري جمع المعلومات أكثر عن أصحابها لدراستها وتسجيلها في النظام.
 
 

الثلاثاء، 10 يونيو 2014

البدون" في السعودية.. "سبق" تفتح ملفهم الشائك في مختلف المناطق

خصائي: الخطر يهدد استقرار المجتمع.. والحلّ في إنقاذهم من الضياع

"البدون" في السعودية.. "سبق" تفتح ملفهم الشائك في مختلف المناطق

"البدون" في السعودية.. "سبق" تفتح ملفهم الشائك في مختلف المناطق
- الشيخ ابن مرشد: المادة 9 حرمتنا من الوظائف والتعليم والعلاج.. وشيوخ القبائل لا "يزورون" الوثائق بل "المتمشيخون" الجدد
- المحامي أحمد الجربا: أبناء شمر وعنزة والظفير والأساعدة "سيُجنَّسون".. و"البدون" غير مسؤولين عن رفع نسبة الجريمة
- أبو فيصل: شاركت الحرس الوطني في حادثة الحرم وحرب تحرير الكويت وتقاعدتُ بشهادات الشكر.. وبلا جنسية سعودية
- الدكتور العنزي: أنا طبيب أسنان لا أملك إلا بطاقة "تنقل" منتهية الصلاحية
- سالم المنهالي: نعمل في محال الذهب وكبائن الاتصالات والمباسط قليلة الدخل.. وبلا مستقبل
- أحد البدون: تخرجت بنسبة 99 % ولم تقبلني الجامعات ولم يُسمح لي بالعمل
- الدكتور عبد العزيز الفايز: "البدون" من المشاكل الخطيرة.. وحرمانهم من التعليم والعلاج والعمل دفعهم للسرقات وبيع المخدرات والدعارة والإرهاب
 
"سبق" - فريق إعداد الملف (خالد الثواب "عرعر"- خالد الشاماني "المدينة المنورة"- نافل السبيعي "الرياض"- طلال الطلحي "حفر الباطن"- نواف الغضوري "تبوك"- محمد المواسي "جازان" - إشراف/ شقران الرشيدي): لا تزال مشكلة "البدون" في السعودية تتفاقم في ظل الواقع المرير؛ إذ يزداد معدل الحالات الإنسانية الصعبة، سواء بالنسبة للنساء والأطفال وكبار السن، وجميعها حالات تتطلب تدخلاً عاجلاً من الدولة لتعديل أوضاعها، وإيجاد الحلول الجذرية النهائية المتمثلة في إعطاء أصحابها الجنسية السعودية بالنسبة لمن يستحقها من ذوي الكفاءات، أو منحهم هويات رسمية، على الأقل تمكنهم من العمل، العلاج، التنقل والتعليم.
ويرزح "البدون" في السعودية تحت ظروف إنسانية، اقتصادية واجتماعية صعبة للغاية؛ إذ يعانون التعاملات القانونية غير الملائمة، وذلك على الرغم من الجهود التي تبذلها الدولة في ظل تزايد أعدادهم، وتنامي مطالبهم.
وقد ركزت "سبق" في تناولها لهذا الملف الشائك على واقع "البدون" في السعودية، لكشف الكثير من التفاصيل..
 
البدون" في السعودية 3 فئات
كشفت مصادر تاريخية عديدة أن "البدون" في السعودية مقيمون بصورة غير قانونية، وينقسمون إلى ثلاث فئات: أبناء القبائل النازحة الذين تعود أصولهم إلى بدو رحل كانوا يتنقلون بين دول الحدود في شمال وجنوب السعودية، الجاليات الإسلامية من آسيا التي استوطنت مكة المكرمة والمدينة المنورة والطائف وجدة كـ"البلوش، البخارية، التركستان، البرماوية والإندونيسية.. إلخ"، ثم الجاليات العربية والإفريقية التي استوطنت بعد أداء العمرة والحج.
وهناك من البدون من ينتمون إلى دول أخرى، لكنهم أخفوا كل الوثائق القانونية طمعاً في نيل الجنسية السعودية، خاصة أن كثيراً منهم وُلد وترعرع في السعودية.
وقد نشأت هذه الفئات في مختلف المدن، في ظل ظروف اجتماعية وإنسانية تدل على تعرضها للتهميش.
 
واقع البدون
يقول شيخ قبيلة السبعة من عنزة، الشيخ طراد بن مرشد، لـ"سبق": "بالنسبة لمن لا يحملون جنسية (البدون) من القبائل النازحة يمكن القول إن حال هؤلاء لا يسر؛ فأبناؤهم لا يعالَجون في المستشفيات، وتعليمهم يواجه مصاعب، ولا يجدون فرصة للحصول على الوظائف؛ ما يجعلهم عالة على المجتمع".
وأضاف: "حكومتنا لم تقصِّر في التعامل معنا؛ إذ فتحت أمامهم باب التجنيس في السبعينيات الميلادية، لكننا تجاهلناه، وذهبنا منذ القدم لنبحث في البادية عن الكلأ والمراعي لـ(حلالنا)، وكثير منّا عاد، وحصل على الجنسية السعودية".
ولدى سؤاله عن أسباب عدم تجنيس بعض أبناء هذه الفئة قال الشيخ "طراد": "لقد تأخروا في العودة، وحتى الذين تم تجنيسهم خضعوا للمادة (9) التي تنص على عدم حصول أبنائهم على وظائف عسكرية أو رسمية، ولا يحق لهم الالتحاق بالتعليم، كما لا حق لهم في العلاج، وحتى البنوك لا تتعاون معهم بتاتاً".
 
الشيخ طراد بن مرشد مع الزميل نافل السبيعي
 
وناشد الشيخ "طراد" الدولة النظر في حال البدون، وحل مشكلتهم مع الجنسية؛ لأن بعض العائلات يكون فيها أخ يحمل دفتر عائلة، بينما أخوه لا يملك إثباتاً.
وقال: "لا أعلم لماذا أوقف تسجيل (البدون) للحصول على الجنسية منذ سنتين؟ علماً بأنه لا يوجد تنسيق بين شيوخ القبائل؛ لأن كل شيخ تهمه مصلحة قبيلته فقط، ولا شأن له بغيرها".
وحول قيام بعض شيوخ القبائل بالتزوير، سواء بمقابل أو بشفاعات، لتسهيل حصول بعض "البدون" على الجنسية السعودية، قال الشيخ "طراد": "هذا الكلام غير صحيح، وهو افتراء وكذب، والذين يروجون له هم (المتمشيخون) الجدد".
 
قبائل شمر وعنزة والظفير والأساعدة
يقول المحامي أحمد باشا العواصي الجربا: "مصطلح (بدون) قاصر وناقص، ولا يجوز إطلاقه على فئة بشرية عزيزة، تشمل قبائل عربية عدة ".
واستشهد المحامي "الجربا" بحديث كبار المسؤولين في السعودية عن عدم وجود "بدون"، وإنما أبناء قبائل عربية لم تكتمل معاملاتهم بعد.
وبشأن الحلول القانونية لمعالجة مشكلة "غير محددي الجنسية" قال "الجربا": "لدي يقين بأن المسؤولين عن هذا الأمر، وعلى رأسهم وزير الداخلية، يهتمون بهذا الأمر بالشكل اللازم، وسيعملون على إلحاق بقية أبناء القبائل العربية من شمر، عنزة، الظفير والأساعدة، بأقاربهم وأهلهم وذويهم".
 المحامي أحمد باشا العواصي الجربا
ارتباط "البدون" بالجريمة
وبخصوص التداعيات السلبية لقضية "البدون"، وارتباطهم بالجريمة، وارتفاع نسبتها في المجتمع السعودي، قال "الجربا": "الجريمة ظاهرة سلبية، لا ترتبط بوطن أو دين أو جنس؛ فالجريمة وُجدت منذ الأزل، وستبقى إلى الأزل، لكن الواجب علينا هو الحد من الجريمة، وتقليل نسبتها، وإدراك أن أخطر ما يضر المجتمع هو البطالة. أما أن يتم تحميل البدون المسؤولية عن رفع نسبة الجريمة فهذا أمر منافٍ للحقيقة".
 
 البدون في "حفر الباطن"
ولمعرفة واقع حياة "البدون" ومشكلاتهم وتداعياتها التقى مراسل "سبق" في "حفر الباطن"، الزميل طلال الطلحي، الدكتور ع. م العنزي، وهو من أبناء القبائل النازحة، كما أنه حاصل على بكالوريوس في طب الأسنان، وعمل في مستشفيات عدة، حكومية وخاصة.
وقال "العنزي": "لم أستطع تجديد بطاقة التنقل والعمل؛ ما جعلها غير سارية المفعول؛ وهذا الأمر تسبب لي في صعوبات عدة، تتعلق بمحاولة إنجاز المعاملات الحكومية والإدارية والمالية".
وأضاف: "لم أشاهد والدتي التي تعيش بالكويت منذ أربع سنوات، وهي في آخر عمرها، والله أعلم بحالها، وقد توفي شقيقي ولم أستطع حضور دفنه، ولم أشاهد ابنتي من طليقتي منذ أربع سنوات؛ إذ تعيش في الكويت".
 
 
بيت شعر وترحيل
وزارت "سبق" حسين الرميح "أبو شامان" في بيت الشعر "الديوانية"، وظهرت على ملامحه آثار تعب السنين على الرغم من أنه لا يزال يحلم برؤية ابنه الأكبر بعد ترحيله إلى الأردن، وقال: "لم أشاهد ابني الأكبر منذ تسعة أعوام بعد ترحيله إلى الأردن، ولا أستطيع السفر لرؤيته لعدم مقدرتي على تجاوز الحدود؛ فلا جواز، ولا هوية".
 
ملكة عرب
ويلجأ عدد من البدون في حفر الباطن، بعد أن تسلل اليأس إلى قلوبهم، ورفضت الجهات المختصة توثيق عقود زواجهم، إلى زفاف يطلقون عليه اسم "ملكة عرب"، وهو زواج يستوفي جميع شروط الشريعة الإسلامية الخاصة بـ"صحة النكاح"، وفقاً لما أكده أحد مؤذني عقد الأنكحة المعتمدين لدى وزارة العدل، وتنقصه فقط عملية التوثيق في وزارة العدل.
 
معاناة "البدون" في المدينة المنورة
وبدوره، التقى مراسل "سبق" في المدينة المنورة، الزميل خالد الشاماني، سالم المنهالي، وهو من "البدون"، ويبلغ من العمر (32 عاماً)، ويعمل في مبسط مجاور للمسجد النبوي الشريف.
وقال "المنهالي": "نبحث عن الإثبات لمواصلة تعليمنا، والاستفادة من خدمات الدولة، أسوة ببقية المواطنين، إلا أننا فشلنا في الحصول على هذا الإثبات، وتحوَّل الموضوع بالنسبة لنا إلى كارثة كبيرة، أنهت مستقبلنا ومستقبل أبنائنا،؛ إذ أصبحنا محرومين من أبسط الحقوق".
وكشف "المنهالي" أن المستشفيات والدوائر الخدمية لا تستقبل البدون حالياً؛ فيضطرون إلى التوجُّه إلى المستشفيات الخاصة على نفقتهم الخاصة، على الرغم من الظروف المعيشية الصعبة.
 
 
 الوضع الاقتصادي سيئ
وأكد العديد من "البدون" في المدينة المنورة لـ"سبق" أن وضعهم الاقتصادي سيئ للغاية، نظراً إلى أن المرتبات القليلة لا تكفي المصروف اليومي، أو إيجار السكن، أو رحلات العودة إلى مناطقهم.
وأشاروا إلى أن بعضهم يعمل في محال الذهب بالمدينة المنورة، بينما يعمل عدد قليل منهم في كبائن الاتصالات، أو المباسط المتحركة قليلة الدخل.
 
 
"البدون" في عرعر
أما مراسل "سبق" في عرعر، الزميل خالد الثواب، فقد قام بجولة في أماكن وجود وعمل "البدون" في بسطات الخضار، وقيادة الشاحنات، ولاحظ أنهم يكافحون في أعمال بسيطة لكسب الرزق.
وتحدث عدد من البدون لـ"سبق" عن الأوضاع الاجتماعية، الاقتصادية والصحية السيئة، التي يعانونها، وقال عبدالسلام العنزي (52 عاماً): "كابدتُ مرارة الألم والشتات بعد تقاعدي، على الرغم من التحاقي بالسلك العسكري بالحرس الوطني؛ إذ تعطلت معاملتي في الجنسية لسنوات طويلة".
وأشار إلى شهادات الشكر المعلقة على جدران منزله، التي حصل عليها أثناء خدمته العسكرية، إضافة إلى مشاركته في حادثة الحرم المكي عام 1400هـ المعروفة بحادثة "جهيمان"، ودوره في حرب تحرير الكويت 1990م، والعديد من المشاركات الوطنية.
 
 
 
الكدادة.. والخضار
ويقول حمود عايد (50 عاماً): "الكثيرون من البدون يكافحون في مهنة (الكدادة) وقيادة الشاحنات لتوفير لقمة العيش لأولادهم بعيداً عن مدّ اليد للآخرين، وأغلبهم مدينون بمبالغ تتجاوز مئة ألف ريال من جراء شراء شاحنة للعمل عليها، وغالباً يكون مصير بعضهم السجن".
 
 
لا يستطيعون تزويج أبنائهم وبناتهم
واتفق عبد السلام العنزي وعادل صبحي مع الشكوى التي تؤكد أن الوضع الاجتماعي بالنسبة للبدون سيئ للغاية؛ إذ يعانون من تعامل المحاكم السعودية معهم؛ باعتبار أنهم أجانب، فضلاً عن الإجراءات المعقدة التي تواجههم.
وطالبوا بتسهيل هذه الإجراءات قائلين: "أصبحنا غرباء في وطننا".
وأوضح العديد من البدون الذين التقاهم مراسل "سبق" في عرعر أن مستقبل أبنائهم من بعدهم مجهولٌ، على الرغم من أنهم من مواليد السعودية؛ إذ سيُحرمون من جميع الحقوق التي يتمتع بها المواطن السعودي.
من جهته، قال الأمين العام لجمعية الأمير عبد العزيز بن مساعد الخيرية بمدينة عرعر، عبد الرحمن المحيميد، لـ"سبق": "الجمعية في تعاملها مع السعوديين تتبنى آلية معينة، لكن في ظل تزايد أعداد (البدون) في عرعر أصبحنا نعاملهم كما نعامل المواطنين".
وقال مدير الضمان الاجتماعي المتحدث الرسمي لفرع وزارة الشؤون الاجتماعية بالحدود الشمالية، الدكتور هلال الرويلي: "الضمان الاجتماعي يساعد أصحاب البطاقات (النازحين)، كالأرملة مع أبنائها أو المقعدين، وفقاً لما يرد في التقرير الطبي".
وأضاف: "الاستثناء بالنسبة للحالات الأخرى يخضع لموافقة صاحب الصلاحية في الوزارة".
 
 
البدون في "تبوك"
وفي سياق متصل، رصد مراسل "سبق" في تبوك، الزميل نواف الغضوري، معاناة "البدون" في تلك المنطقة، وقد أخبره الشاب فيصل العنزي، وهو من البدون: "نحن نعيش في مرارة بسبب عدم حملنا الهوية السعودية كبقية المواطنين الذين وُلدوا في هذا الوطن، لكننا لا نعرف لنا وطناً إلا هذا الوطن".
وأضاف "العنزي" وعيناه تملؤهما الدموع: "لقد عاش أبي وقبله جدي في هذا الوطن الغالي، حتى توفاهما الله، ولازمتهما معاناة البدون، وها هما الآن يورثان هذه المعاناة لي، وأخشى أن أورثها لأبنائي".
 
 
أجير عند وافد آسيوي
ويقول "أبو صايل"، وهو من "البدون": "نحن ممنوعون من الالتحاق بالوظائف ومن فتح سجلات تجارية أو ممارسة التجارة.. فكيف نعيش؟".
ويقول جاره "أبو سلطان"، وهو من البدون أيضاً: "لقد عملت في سوق الخضرة أجيراً عند وافد آسيوي؛ لأكسب رزق أطفالي، ومارست عليّ العمالة الآسيوية الوافدة كل أنواع الضغوط والإهانة، حتى أصبح حال العمال المقيمين أفضل من حالنا".
ويقول "أبو عبد الله"، وهو من البدون: "حكومة سيدي خادم الحرمين الشريفين احتوتنا، لكننا نطمع في المزيد، ونتمنى السماح لأبنائنا وبناتنا بالدراسة في الجامعات السعودية الحكومية، والسماح لنا بتملك العقارات ".
ويقول أحد الشباب من "البدون": "لقد درستُ، وتفوقتُ؛ وكنتُ أحلم بأن أكون طبيباً، ثم بعد تخرجي بنسبة 99 % صُدمت؛ لأن الجامعات لا تقبلني، وتم السماح لي بالدراسة في كلية التقنية فقط، وتخرجت منها بتقدير ممتاز، ولم يُسمح لي بنيل وظيفة".
 
 
العلاج مطلب رئيس
أما خليف العنزي، وهو من "البدون"، ويبلغ عمره (75 عاماً)، فيقول: "أنا مريض بالقلب، وفي كل مرة كنت أذهب فيها إلى المستشفيات أجد إجراءات طويلة معقدة تحول بيني وبين الاستفادة من العلاج، وأحياناً يكون هناك موظف شاب جديد لا يعرفني؛ ويرفض السماح لي بالعلاج".
ويقول قريبه رضوان العنزي: "أنا مريض بالسكر، وأُصبت بجلطة، وبعد نقلي إلى المستشفى رفضوا استقبالي؛ لأنني من (البدون)".
 
 
 
البدون في جازان
وركَّز مراسل "سبق" في جازان، الزميل محمد المواسي، على استعراض المشكلات والظروف الصعبة التي تحرم أشخاصاً نشؤوا في هذا البلد من مقومات الحياة الرئيسة، ومن قبلهم عاش على أرضه أجدادهم، لكنهم لا يستطيعون الحصول على الهويّة الوطنيّة.
فعلى الرغم من التوجيهات بمنح "البدون" خدمة التعليم وخدمة العلاج مجاناً إلا أنهم يلقون معاملة سيئة من بعض المسؤولين، ويُحرمون من العمل في القطاع الخاص، كما لا يُسمح لهم بالعمل في القطاع العام، على الرغم من أنهم من أبناء القبائل المهاجرة التي وصلت منذ القدم، وتوزعت على مختلف المناطق في السعودية.
ومن أبرز الأسباب وراء عدم حصول بعض "البدون" في قرى جازان على الجنسية السعودية عدم إضافة الآباء لهم في دفتر العائلة قبيل وفاتهم.
 
مشكلات اجتماعية خطيرة
ويقول الأخصائي الاجتماعي، الدكتور عبد العزيز الفايز: "وجود شرائح من (البدون) في المجتمع السعودي، وفي مختلف المناطق، يعتبر من المشكلات الاجتماعية الخطيرة التي تتفاقم عاماً بعد عام؛ لذلك لا بد أن تتحرك الدولة لإيجاد حلول عاجلة نظراً إلى أن وجودهم بهذه الأعداد الكبيرة، وفي ظل هذه الأوضاع المعيشية الصعبة، يهدد استقرار المجتمع".
وأضاف "الفايز": "عدم قدرة هذه الفئة على الحصول على الخدمات والحقوق يجعل أفرادها يلجؤون إلى الجريمة، السرقات، بيع المخدرات، الدعارة والإرهاب".
وطالب باحتواء "البدون" في المجتمع، والاستفادة من الموهوبين منهم وذوي الكفاءات العلمية، الفكرية والرياضية.
 
الجمعية الوطنية السعودية لحقوق الإنسان
وبدورها، رأت الجمعية الوطنية السعودية لحقوق الإنسان أن الأوامر السامية التي صدرت في وقت سابق بخصوص إيجاد حلول لبعض هؤلاء يجب أن تُطبَّق، وتتم متابعة تنفيذها على أرض الواقع حتى تشمل بقية أبناء البدون.
وأوضحت أن "البدون" يعيشون أوضاعاً شديدة القسوة؛ بسبب التعنت في الإجراءات، وصعوبة طرح مشكلتهم؛ ما يؤجل إمكانية التوصل إلى حلول حاسمة، تُنهي هذا الملف الشائك. 




الرابط