البلوش بين حلم الوطن والمواطنة
البلوش بين حلم الوطن والمواطنة
- Written by Super User
البلوش قبائل عربية سامية مهاجرة خارج جغرافية شبه الجزيرة العربية، ولها تاريخ حافل بالصولات والتضحيات والبطولات النابعة من أصالة جذورهم العربية الخالصة والضاربة في عمق تاريخ الحضارات السامية القديمة والفتوحات الإسلامية، والفرد البلوشي الأصيل يحمل أنبل الخصال وأجل الصفات العربية النادرة في عصرنا اليوم من الشهامة والبسالة والشجاعة وأكرام الضيف وإغاثة الملهوف وعزة النفس، والشيء الوحيد الذي يرفض الفرد البلوشي المساومة عليه هو كرامته، وعندما يذكر البلوش تعجز الحروف وتجف الأقلام وتتلعثم الكلمات عن وصف عراقة تاريخهم، فإذا ذكرتم البلوش اذكروا اليماني سليمة ابن مالك الأزدي الذي إقامة مملكته في ديار البلوش، وهو ابن مالك بن فهم أشهر ملوك العرب قبل الإسلام الذي عرف بقوته وحكمته، إذا ذكرتم البلوش اذكروا تاريخ مكران وكرمان الإسلامي والفتوحات العربية لديار مكران وكرمان، ومن منا لا يعرف أبو داود الأزدي السجستاني إمام أهل الحديث في زمانه وصاحب الكتاب المشهور سنن أبي داود، وأرض البلوش آوت منذ القدم الفاتحين العرب وكانت ثغر من ثغور الإسلام في عهد سيدنا عمر بن الخطاب –رضي الله عنه-، ومن بين البلوش قبيلة تنتسب إلى أهل البيت وهم من سادات قريش، إذا ذكرتم البلوش اذكروا بطولاتهم في مواجهة المد الصفوي ومقاومتهم للبرتغال والإنجليز ووقفتهم أمام غطرسة الفرس، إذا ذكرتم البلوش اذكروا قلعة الجلالي والميراني في عمان وقلعة عراد وقلعة الديوان وقلعة حالة بوماهر في البحرين حتى عرفوا بأهل القلاع، إذا ذكرتم البلوش اذكروا مواقفهم في الفتوحات العمانية في شرق أفريقيا وملك أوغندا عيسى بن حسين البلوشي، إذا ذكرتم البلوش اذكروا مواقفهم المشرفة ورجولتهم وبسالتهم في المعارك وشدتهم على الأعداء، إذا ذكرتم البلوش اذكروا رجالهم الأشاوس الذين رفضوا الخضوع لعبودية الأنظمة الدكتاتورية المحتلة لأراضيهم والمتمثلة في العن عدو للإسلام والعرب على وجه الإرض ألا وهي إيران وأيضًا أخبث دولة عنصرية باكستان، إذا ذكرتم البلوش اذكروا عبدالمالك ريغي هذا الرجل الذي أرعب إيران ليلًا ونهار حتى الخامنئي وزمرته لم يعرفوا طعم النوم بوجوده فكان كالكابوس المرعب الذي هد حصون الشرك في إيران وقدم لهم درسًا لن تنسى أبد الدهر وسجلت في تاريخ إيران المخزي كالصفعة القاسية في وجه جمهورية أصحاب العمائم، كم أرهقهم هذا البلوشي الشجاع، كم أزعجهم هذا البطل السني الذي فعل بإيران ما لم تفعله جيوش العالم في القرن الحادي والعشرين، إذا ذكرتم البلوش اذكروا الشهداء منهم الذين قدموا الغالي والنفيس من أجل الخليج العربي فكم بلوشي ضحى بدمه فداءً لوطنه وعمان شاهدة على ذلك فهم قدموا أروع البطولات والملاحم في مواجهة الشيوعية في ظفار وحتى يومنا هذا في الأحداث الأخيرة التي مرت على البحرين لم يقفوا صامدين بل رجال البلوش قدموا حياتهم كعادتهم دائمًا حيث قدموا ما يقارب أربع شهداء واجب في صفوف القوات البحرينية وهم: الشهيد فاروق عبدالصمد البلوشي، والشهيد درة البلوشي، والشهيد ماجد البلوشي، والشهيد كاشف البلوشي، إذا ذكر البلوش سيقف التاريخ إجلالًا وإكبارًا أمام شموخ البلوش فما أروع تاريخهم العريق، حقًا أن التاريخ يبقى ناقصًا إذ لم يذكر فيه البلوش، وعذرًا لتلك الكتب التاريخية التي لم تذكر البلوش فهي كتب لا تستحق القراءة. كم سيبقى المسلمون يعانون من التسلط الفارسي العنصري الشوفيني ماداموا يمرون على ذكر البلوش مرور العابر وليس مرور المعتبر ومستقبلهم اليوم يرتبط بمدى فهمهم لعظمة تاريخ البلوش الذين تصدوا لهذا التزييف والانحراف المهين التي تقوم به إيران بحق الشعوب الإسلامية كافة والعرب خاصة، فعليهم أن يوجهوا أنظارهم نحو بلوشستان فمن عادات البلوش أنهم لا يرحمون الأعداء والعدو لديهم كالنعامة، كما أن البلوش هم وحدهم من يستطيعون تغير خارطة إيران وتقسيمها، لن أتحدث أكثر عن تاريخ البلوش فقد أكون مقصرًا في سرد الشيء البسيط من تاريخهم البطولي في بلوشستان لذلك أقدم أسفي الشديد لتاريخ البلوش فأنا لا استطيع كتابته وهو أكبر من أن أكتبه. من الجميل أن يكون الإنسان وفيًا لصديقه، فلا يستغني الناس في هذه الحياة عن بعضهم البعض ولا يستطيع الإنسان أن يعيش لوحده، ونكران الجميل من شيم اللئام، وهنا أسرد لكم قصتي في بداية لجوئي إلى السويد، تعرفت على شخص لن انساه مادمت حيًا لما له من فضائل ومواقف معي فهو كان أخي في غربتي، ووفاءً له أكتب مقالي هذا، عندما وصلت إلى مطار مطار ستوكهولم-أرلاندا كنت حينها مشغول البال، كيف تكون حياتي في الغربة؟ وكيف أتعايش مع مجتمع جديد بعاداته وثقافته المختلفة عن مجتمعي المحافظ؟ ولكن سبحان الله الذي سخر كل شيء وسهل علي فقد تعرفت على أحد البلوش من اللاجئين في السويد والبلوش بشكل عام يشكلون مجموعة كبيرة من اللاجئين خارج بلوشستان كغيرهم من الأخوة الأحوازية والعراقية، وكنت أعاني حينها من ظروف مادية صعبة حيث أني لم أكن أعمل في بلدي، ولكن بفضل من الله تيسرت أموري نوعًا ما وتعرفي على أخي في الغربة محمد البلوشي كان عامل أساسي في تغير حياتي تمامًا حتى شعرت بأن الحياة في أوروبا في بعض الأحيان أفضل من وطني الأم. محمد البلوشي كان يعمل في إحدى الدول الخليجية وجلس سنين فيها دون فائدة وأوضاع بلوشستان لا تساعده على العودة إليها لذلك قرر الهجرة إلى أوروبا، وهو شخص متعلم ومثقف جدًا بل عقلية نادرة، لم يتأخر لحظة واحدة في تقديم المساعدة لي، ولم يقصر علي متى ما طلبت منه شيئًا حتى أصبح أكثر من أخ بالنسبة لي، كنا نجلس ونأكل ونخرج ونسافر معًا وإذا حان الليل أتشوق لسماع أحاديثه الجميلة التي تحمل طابع تاريخي وهو شخص ملم بالتاريخ جيدًا، وكنت أظن كغيري من البسطاء الذين لا يقرؤون ولا يتدبرون بأن البلوش باكستانية أو إيرانية، ولكن عندما تعرفت على الحقائق الخفية التي غيبت عنا في الخليج حيث أننا لا نهتم بتاريخ العرب خارج جغرافيتنا لأن في الغالب يظن بأن هؤلاء مشكوك في أصالتهم العربية، وهذه أفكار رجعية يجب أن تصحح وتطور، حديث الليل المشوق مع عقلية تاريخية نادرة لو جمعت في موسوعة لعجزت أن تحمل هذه العقلية، اندهشت كثيرًا من اهتمام البلوش في علم الأنساب هذا العلم الذي تميز فيه العرب عن سائر الأقوام، محمد عرض علي مشجرة نسبه وقال: تجمع الأنساب عند البلوش كما عند العرب تمامًا، والبلوش يتغنون في أنسابهم من خلال القصائد ويفتخرون كذلك بأصولهم العربية، للأنساب أهمية كبيرة عند البلوش وهناك نسابه مختصين في هذا العلم ولا تخلو مجالس البلوش من ذكر الأنساب وسرد بطولات رجالهم ومعاركهم والأشعار القديمة والمشهورة بينهم، كما توارث البلوش صفات أجدادهم العرب مثل: الصدق، والعزة، والصبر، والشجاعة، والكرم، وقوة التحمل، والفروسية، وحب الحرية، والدهاء، وسعة الحيلة، والذكاء، والحلم، ناهيكم عن الصفات الجسدية المشابهة للعرب، كان يتردد على لسان محمد اسم شخصية من الشخصيات الشهيرة بين البلوش يعرف بالأمير شاكر الرند، وهو بطل أسطوري لا يختلف عليه جميع البلوش، وكان يقول بأن الأمير شاكر يفتخر بنقاوة عرقه العربي الخليص وخاض حروب طاحنة إلى يومنا يتغنى البلوش بها، قاوم البلوش الاستعمار البرتغالي وأزعجوا الإنجليز حتى انتقموا من البلوش فقسموا ديارهم كالكعكة بين المحتلين الثلاثة، وكان للبلوش إمارات مستقلة خاضعة لأمراء وحكام من البلوش وكان لهم محاربين وجنود وقوة وعلم حتى كان لهم عملة خاصة فيهم، وهنا تذكرت تاريخ إمارة آل رشيد في حائل وبطولات رجال شمر الطنايا، ونحن شمر مقسمين بين عدة دول اليوم وكذلك البلوش وما يجمع شمر والبلوش والكثير من القبائل بأنهم لم يأخذوا حقهم الكامل في المواطنة فمازال بينهم من البدون، وكأنهم غرباء عن شبه الجزيرة العربية أو أن الهجرة تمحي جذورهم التي تعود إلى هذه البقعة، محمد كان يقول: الاحتلال الغاشم لأراضينا أباد البلوش وشردهم من أوطانهم لأن الدول المحتلة قائمة على القمع والدكتاتورية والعنصرية البغضية، وبعد سقوط مماليك وإمارات البلوش في بلوشستان وخصوصاً في الجزء الغربي المحتل من إيران تقريباً بين عامي 1928-1935م وذلك بمساعدة بريطانيا بدأت الهجرة البلوشية إلى الدول الخليجية بكثرة ونستطيع أن نصنف هذه الفئة المهاجرة بالفئة الثانية؛ لإن هناك من البلوش في الخليج يتواجدون منذ قرون عدة خصوصًا في سلطنة عمان وهم الفئة الأولى، من المعروف بأن الهجرة لها أسباب ومن الأسباب البحث عن الاستقرار ومكان أمن، وبعد سقوط بلوشستان بيد المحتلين، من البلوش من لم يطيقوا الظلم وجبروت المحتل فرحلوا إلى مسقط رأس أجدادهم في الساحل المقابل لمكران، وهنا في الخليج العربي كانوا من أوائل الناس في حراسة الأمراء وحكام الخليج لما عرف عنهم الأمانة والشجاعة، وأغلب حكام الخليج كانوا يعتمدون على البلوش في حمايتهم حتى قال عنهم تشارلز بلجريف: البلوش شجعان مثل الحرس السويسري في أوروبا، امتهن البلوش كل مهنة شريفة في الخليج وكسب رزقه بتعبه وعرق جبينه، وإني مستغرب من تعمد بعض الأطراف الجاهلة بأبجديات التاريخ البلوشي، وينظر لهم نظرة دونية ممزوجة بالاحتقار وهو في واقع الأمر لا يساوي ذرة أمام عظمة وعراقة تاريخ البلوش، ولو عاش مائتين سنة من عمره لا ولن يصل إلى ربع ما وصل إليه البلوش في الخليج من مراكز متقدمة، فكم وزير ووكلاء وزارة وسفير وقائد من أصول بلوشية وكم أمير وشيخ من الأسر الحاكمة في الخليج تسري في دمه عروق بلوشية مثل الشهيد الشيخ فهد الأحمد الصباح، كما أن قائد البحرية السلطانية العمانية من أصول بلوشية وهو اللواء الركن بحري عبدالله بن خميس الرئيسي، وقائد مركز العمليات الجوية في القوات الجوية والدفاع الجوي لدولة الإمارات من البلوش أيضًا وهو العميد الركن محمد مراد البلوشي، وغيرهم الكثيرين من من وصلوا إلى أعلى المراتب والمناصب القيادية الأمنية والعسكرية والحكومية، وحتى لا ننسى ولا ينسى التاريخ موقف البلوش مع السلطان سعيد بن تيمور في مواجهة المتمردين في ظفار، وحتى في البحرين وقف البلوش في صف آل خليفة ضد القاجار حتى حرروا البحرين منهم، والمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كان يعتمد على البلوش كثيرًا وكان سكرتيره الخاص بلوشي ومصوره الخاص بلوشي وحتى في مزرعته وحراس قصره رجال من البلوش، ولا يختلف اثنان على ولاء ووفاء وانتماء البلوش إلى دول الخليج، يقول صديقي محمد البلوشي: البلوش أتوا إلى الخليج بحثًا عن الاستقرار ومعيشة طيبة بعد احتلال بلادهم، وعملوا في الخليج في كل مهنة شريفة وحكام الخليج آنذاك وحتى الآن يحبون البلوش لما يتصفون به من صفات نبيلة، والفرد البلوشي يجيد التعامل مع السلاح فهو عسكري من طراز رفيع لذلك كان يعتمد عليه في الحراسة والحروب وقد لا يخلو جيش خليجي من فرد بلوشي، والكثيرين من البلوش حصلوا على حقهم في المواطنة كونهم من القدماء في الخليج إلا جزء بسيط بقي ولم يحالفه الحظ في الحصول على حق المواطنة وقد يكون ذلك جهلًا منهم لأهمية الجنسية، في سلطنة عمان كان هناك مشايخ ومعرفين للبلوش ساهموا في تسوية أوضاعهم وأعطوهم حق المواطنة والحكومة العمانية متساهلة جدًا مع البلوش الذين قدموا خدمات جليلة ولهم تواجد قديم في السلطنة، أبناء الأمير بركت أحد حكام البلوش بعد سقوط حكم أسرتهم خرجوا من مكران مع جماعتهم إلى عمان وعاونوا سلطان عمان آنذاك، ومنهم الشيخ ميرزا ابن بركت وأخيه الشيخ محمد ابن بركت الذين تولوا أمور البلوش في ساحل عمان وساهموا في مساعدة العوائل البلوشية وسهلوا عليهم الحصول على الجنسية العمانية لذلك البلوش في عمان لا يعانون من قضية ما يسمى بالبدون، أما في الإمارات كان يتولى أمر البلوش الشيخ أحمد بن محمود البلوشي وهو من العين وساهم في تجنيس بعض العوائل البلوشية إلا أن البلوش في الإمارات الشمالية هم الأكثر تضررًا حيث لم يحالف البعض منهم الحصول على الجنسية ولم يكن هناك من يتابع أمورهم سابقًا، في المقابل هناك أناس من أصول غير بلوشية ادعوا كذبًا بأنهم من البلوش وهم ليسوا من البلوش فثقافتهم ولغتهم وعاداتهم تختلف عن البلوش وحصلوا على الجنسية الإماراتية باسم البلوش وهؤلاء يتبعون المذهب الشيعي، وحتى في الكويت هذا الصنف يعتبر الصنف الغالب بين من يسمون بالبلوش في الكويت ويمارسون طائفيتهم بشكل غير طبيعي ولديهم حسينية باسم البلوش والحكومة الكويتية لا تفرق بين اللغة البلوشية ولغة هؤلاء وعاداتهم، لذلك هؤلاء كذبوا على الحكومة الكويتية كما كذب غيرهم على الحكومة الإماراتية بأنهم من البلوش بهدف الحصول على الجنسية، هنا هذا الصنف أخذوا حق غيرهم وشوهوا صورة البلوش وخالفوا قانون الجنسية في الخليج الذي ينص بأن في حال الكذب والاحتيال تسحب الجنسية إلا أن قوانين الجنسية في الخليج لا تطبق في الغالب، أمر عجيب بأن البلوشي الأصيل لا يحمل الجنسية وهذا الذي أدعى كذبًا بأن هو من البلوش يحمل الجنسية. ويضيف محمد البلوشي: في كل دولة خليجية تعاني من قضية البدون تجد بأن البلوش من بين البدون في الإمارات وفي الكويت والسعودية وقطر، والحكومة الإماراتية بكل أسف بعد تواجد البلوش في الإمارات من عقود طويلة تأمرهم باستخراج جنسية جزر القمر أحفاد أمراء وحكام ومحاربين البلوش وصلوا إلى جزر القمر، أما من أدعى بأن هو بلوشي وحصل على الجنسية الإماراتية وأجداده لم يعرفوا اين تقع بلوشستان مواطنين إماراتيين بحكم القانون، وفي الكويت كذلك البلوشي الأصيل السني تجده من البدون أو وافد أما الشيعي الذي لا يعرف أصله من فصله يحمل الجنسية الكويتية ويدير حسينية باسم البلوش، وكذلك عندنا نحن في أوروبا هناك أناس من البنجاب وأقوام أخرى يطلبون لجوء سياسي باسم البلوش، أمر غريب جدًا، في السعودية أعداد كبيرة من البلوش من فئة البدون النازحين من منطقة البريمي الحدودية ويحملون دفاتر إقامة نظامية ويسجل في خانة الجنسية (بلوشي) لحين تعديل وضع الجنسية وتجدد لمدة سنة وليست لديهم جوازات سفر ولكن في حالة السفر تصرف لهم تذكرة مرور سعودية لسفرة واحدة ويذكر الدول التي يرغب السفر إليها بعد موافقة سفاراتها وأغلب الدول لا تستقبلهم خصوصًا دول مجلس التعاون الخليجي، ونشأت مشكلتهم عند الخلاف الحدودي على واحة البريمي التي كانت السعودية طرف فيها مع عمان والإمارات، والبلوش البدون في السعودية يخضعون لنظام الكفالة المطبقة على الأجانب ولديهم معرفين يكفلونهم، ومن ذلك الحين إلى الآن والبلوش البدون في السعودية يعانون الأمرين مع هذه الإقامة والكفيل ولم تحل قضيتهم ونتمنى من الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أن يشملهم برعايته الكريمة ويحفهم بقراراته وتوصياته فهم الآن أبناء السعودية وجزء من المجتمع السعودي، كما أن في قطر هناك عوائل بسيطة جدًا من البلوش البدون ونتمنى من أمير قطر أن ينظر في أمرهم. إن هؤلاء البلوش عاشوا سنين طويلة بين أهل الخليج ولم نسمع عنهم إلا كل خير، وهم ليسوا غرباء في شبه الجزيرة بل هم في أرض أجدادهم القدماء، واليوم هم بين مرارة احتلال وطنهم وبين قساوة العيش دون هوية، هذا الاحتلال الذي شق جسد وطن البلوش الذين يتطلعون لشروق شمس الحرية في وطن يجمعهم دون تسلط أي أجنبي، وحتى لا نزيد من معاناتهم يجب على الدول الخليجية أن تعمل على تسوية أوضاعهم كما جنست أناس ليسوا من البلوش وأدلوا بمعلومات كاذبة للحصول على الجنسية كما قال الأخ محمد البلوشي، وعلى الحكومة الإماراتية بدلًا من إعطاء البلوش جنسية جزر القمر عليهم أن ينظروا في ملفات من كذب وانتسب إليهم، وكذلك الحكومة الكويتية فعندما ننادي بأن يطبق القانون على الجميع يجب أن نكون صادقين بذلك، لا أن تكون مجرد شعارات نرددها. أنا كتبت مقالي هذا لعدة أسباب منها: ما حدث في تويتر من مشادة وقلة أدب من المدعو ضراط أبو الهول (ضرار بالهول) الذي أدعى بأن البدون في الإمارات رموا جناسيهم بهدف الحصول على الجنسية وأنا قلت بأن من البدون أبناء قبائل منهم بني حماد والبلوش الخ.. وأتى شخص آخر وقال بأن بني حماد والبلوش ليسوا عرب، وظراط أبو الهول رفض ماقلته أنا بأن العنصر الهندي والبنغالي يحملون الجنسية الإماراتية، ولا أعرف لماذا لا يرضى بهذه الحقيقة وكلنا نعلم بأن الشعب الخليجي اليوم ليس شعب عربي خليص فلا نكذب كذبه ونصدقها، وبما أن يوجد قانون يسمح لزوجة المواطن الأجنبية أن تحصل على الجنسية على ذلك هناك عنصر عرقي جديد يدخل المجتمع الخليجي ناهيكم عن من تم تجنيسه من دول مختلفة بسبب أو دون سبب، الجنسية الخليجية في وجهة نظري وأنا لست مجبرًا على أن يتفق معي أحد أو يختلف، أنا أقول وأثق بأن الجنسية الخليجية بكل ما تحمله من مميزات فهي ليست صك غفران يدخل الجنة، ومن يقول بأني أنا من البدون فلو كان كلمة بدون عيب فهذا العيب أكبر فخر لي ولكن أنا لست من البدون وأعتز برجال البدون فمنهم شهداء، وأنا كنت أحمل في يوم من الأيام الجنسية الخليجية وهذا لم يزد فيني شيئًا، أنا أطالب بحقوق الناس بغض النظر عن أصولهم وأعراقهم ولكن هناك بعض الأغبياء من من يثيرون مثل هذه المهاترات، وفي جانب آخر أحببت أن اذكر جزء بسيط من تاريخ البلوش مع العلم بأن أكثر أصدقائي في السويد من البلوش وأعتز بصداقتهم، وما زاد اهتمامي أكثر لكتابة هذا المقال ماذكر في موضوع "الربيع العربي يشحذ همة البدون في الخليج" الذي نشر على موقع رويترز وذكر بأن هناك مئات من البدون في رأس الخيمة وهم من قبيلة البلوش وأن أصولهم تعود إلى منطقة بين باكستان وإيران، فكان لابد أن أبين أصولهم ومواقف البلوش ورجالهم، بالإضافة إلى وفاءً مني لصديقي وأخي في غربتي محمد البلوشي وأشكره على المساعدة في إعطائي معلومات عن البلوش، وكل أمنياتي أن تحل قضية البدون في الخليج بشكل عام وأن تغلق ملف هذه القضية الإنسانية، لإن التعامل معها لا يراعي أدنى قيمة من قيم الإسلام وليس حقوق الإنسان فقط، أناس محرومين من حقوقهم ومجردين من إنسانيتهم، إذا لا تريدون حل قضيتهم تحدثوا بكل صراحة وقالوا: لا نريدكم ولن نحل قضيتكم بدل المماطلة والوعود. يحب علينا اليوم أن نقف بجانب هذه الفئة لا أن نغض النظر عن قضيتهم فهم حقًا يعيشون في معاناة حقيقية، إنسان مجرد من الهوية ومحروم من حقوقه الإنسانية، وأنا لا أخص البدون البلوش فقط بل جميع البدون، والمجتمع الدولي يطالب بحل قضية انعدام الجنسية في العالم ونحن المسلمين مايحدث يخالف العقل والمنطق فما بالكم بالشريعة الإسلامية، وحتى إذا حلت هذه القضية يجب على كل مسؤول أن يخرج ويعتذر لهذه فئة عن السنين التي مرت عليهم بقساوتها. أ.عبدالله الشمري ناشط حقوقي - السويد
0 التعليقات :
إرسال تعليق