الثلاثاء، 19 أغسطس 2014

قضية المهمشين و«البدون» في دول الخليج


«السرد الخليجي» ينفتح على قضايا المهمشين

الإثنين، ١٩ مايو/ أيار ٢٠١٤ (٠٠:٠٠ - بتوقيت غرينتش)
آخر تحديث: السبت، ٢٤ مايو/ أيار ٢٠١٤ (٠٣:٤٧ - بتوقيت غرينتش)الكويت - «الحياة» 
لم يناقش ملتقى السرد الخليجي الثاني، الذي اختتمت فاعلياته قبل أيام في الكويت، ونظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون الكويتي بالتعاون مع أمانة مجلس التعاون الخليجي، مواضيع مهمة، ويقدم أبحاثاً نقدية جادة فحسب، إنما أيضا انفتح على القضايا المسكوت عنها، مثل قضية المهمشين و«البدون» في دول الخليج، هذه القضايا التي حظيت باهتمام المشاركين، وأثارت تساؤلات كثيرة ومداخلات عدة.
بدا المشهد السردي متنوعاً وحيوياً ويعد بلحظات جديدة على مقدار من التفرد، بخاصة على الصعيد النقدي، إذ برز في الملتقى عدد من الناقدات والأكاديميات من عُمان والإمارات والبحرين والسعودية، إضافة إلى أسماء يصعب تخطيها لكتّاب وكاتبات، نمت الشهادات الإبداعية التي قدّموها، عن حس أدبي ونقدي واعٍ، وعن التزام ومسؤولية كبيرين تجاه الكتابة الأدبية.
نجح الملتقى الذي أقرّته الاستراتيجية الثقافية الخليجية، واستمر ثلاثة أيام، في لم شمل أدباء ومثقفين من دول الخليج كافة، وكأنما الملتقى يعمل بعيداً من الألعاب السياسية الخطرة، وما يمكن أن تلقي به من ظلال على هذا المشهد أو ذاك. فحول المنصة اجتمع القطري بالسعودي، والإماراتي بالعماني، والبحريني بالكويتي وهكذا، أما بهو فندق ريجنسي، حيث يقيم الضيوف، فتحول ساحة حرة للرأي والرأي الآخر، سواء تعلق الأمر بمناقشة قضايا الثقافة والأدب، أم الأوضاع الأخرى في هذه البلدان. لم يبدُ أدباء الخليج بعيدين، في همومهم ومواضيعهم، عن الأديب العربي في أي بلد، ما يؤكد أن أسئلة الكتابة ومشاغل الكتّاب هي نفسها في الوطن العربي. وأظهر الملتقى تفاعل كتّاب الخليج، حتى الشباب منهم، مع قضايا الراهن العربي، وانشغالهم الكبير بتطوير أدواتهم وحرصهم على صوغ رؤية أدبية متطورة، بالنسبة للكثير من القضايا. طيف واسع من الأدباء والأديبات عبر عن رغبة حقيقية في مواجهة الكتابة، بما تتطلبه من مثابرة وجهد وتعب أيضاً. هؤلاء هم هدى النعيمي وأحمد عبد الملك ونورة فرج (قطر). جعفر حسن وفهد حسين وأيمن جعفر(البحرين). جبير المليحان وهدى الدغفق وهالة القحطاني وصالح الغامدي ومعجب العدواني (السعودية). طالب الرفاعي وسعدية مفرح وبثينة العيسى ومرسل العجمي وعلي العنزي وعبد الوهاب الحمادي (الكويت). محمد الرحبي وعائشة البرمكي وبدرية الشحي ومنى السليمة وبشرى خلفان (عمان). مريم جمعة فرج وريم الكمالي ومريم السويدي (الإمارات).
لامست أوراق الملتقى مواضيع وقضايا، لكن موضوع المهمشين، الذي تحدثت عنه الشاعرة والكاتبة سعدية مفرح في ورقتها، لقي ترحيباً وأثار سجالاً بين الحضور، فهي تناولت رواية إسماعيل فهد إسماعيل عن «البدون»، وتوقفت عندما أسمته التهميش المكعب، فالرواية حول مهمشين، وكاتبها، بحسب سعدية مفرح، مهمّش، وصاحبة الورقة هي نفسها مهمشة. إضافة إلى الأوراق الأخرى، وبخاصة التي تناولت الأصوات الروائية الجديدة في السعودية والكويت.
وأوضح الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة، في حفلة افتتاح الملتقى، إن الملتقى أحد الأنشطة الثقافية المشتركة، يمثل تعبيراً صادقاً وعملياً على طريق تنفيذ الاستراتيجية الخليجية الثقافية التي أقرّها القادة الخليجيون في قمتهم الـ29. وأضاف أن فن السرد يكتسب بأشكاله كافة أهمية خاصة في الزمن الثقافي المعاصر، موضحاً أن السرد يعتبر «شاهداً على أحداث صوّرها مبدعوها أدق تصوير لما مرّت وتمرّ به المنطقة الخليجية من مراحل دقيقة في تاريخها، ما يضع على عاتق المثقفين والمبدعين مسؤولية كبرى، ليظل المشهد الثقافي الخليجي حاضراً في الهدف ووحدة المصير المشترك». ولفت المستشار في الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي عبدالله أبومعطي إلى أن الملتقى «يعتبر تقديراً لمكانة السرد في الوطن العربي، وإعلاء لما تضمنه التراث السردي من قيم أخلاقية وجمالية في الثقافة العربية، وتأكيداً على الدور الإبداعي للحركة الأدبية، وتعزيزاً للتواصل الثقافي بين أبناء دول المجلس». ناقش الملتقى مواضيع عدة، منها رواية الحنين، ورواية السيرة الذاتية، والرواية التاريخية، ورواية الواقع الراهن، والأصوات الروائية الجديدة في الخليج. ولئن غاب عن الملتقى الروائيان الكبيران الكويتي إسماعيل فهد إسماعيل والبحريني أمين صالح على المستوى الشخصي، فإنهما حضرا بقوة في أوراق النقاد، إذ انفردا باهتمام الباحثين، واستحوذا على المواضيع الرئيسة، الأمر الذي يدل على أن رواياتهم تلبي حاجات النقاد واتجاهات المناهج النقدية، على اختلافها وتنوع هوياتها.
وإذا كانت المرأة المبدعة غابت، بوصفها موضوعاً للتناول النقدي في الملتقى، إلا أنها حضرت ناقدة وباحثة وكاتبة شهادة. طغت الأوراق النقدية والشهادات على ما سواهما، ما جعل البعض يطالب بحضور للكتابة نفسها، من خلال كتاب وكتابات يقرأون نصوصهم الجديدة. من جهة أخرى كانت الرواية متن الملتقى وهامشه، فيما لم يكن هناك أي حضور للقصة القصيرة أو المسرح أو أنواع السرد الأخرى، وكأنما الملتقى جاء ليكرّس الاهتمام المضطرد للرواية في العواصم الخليجية.
 
 
 





الرابط

0 التعليقات :

إرسال تعليق